تسعة نقاط لبناء الشخصيات
“The meek may inherit the earth, but they’ll never take the stage”
أعجبتني هذه الحكمة الساخرة كثيراً: “قد يرث الوديعون الأرض. ولكنهم لن يعتلوا المسرح”. وصاحبها شخص متأكد انه متعصب للفنون والمسرح أكثر من أي شي في الحياة. وكأنه يرضي نفسه أنه هو الربحان في هذه المقايضة “أنتم ترثون الأرض بما فيها من سلطان ومال وعز وخيرات. لكن نحن سيبقى لنا المسرح”. أو شيء من هذا القبيل
مهم لمن يعتلي مسرحاً للتقديم أو التمثيل، أو من يقف أمام كاميرا، أو من يكتب وينتج، أن يكون واعياً لأهمية الشخصية”. أن تكون الشخصية شيء محوري. أساسي. جوهري في العمل والمشروع. وهذا في حياتنا اليومية بلاشك أمر ليس لطيفاً أو وديعاً أو “مييكاً “. لكنه الثمن والذي تدفعه لترث مجد المسرح والتمثيل
اِليك تسعة نقاط والتي قد تفيدك المرة القادمة والتي تعمل فيها على مشروعك الفني. نقاط بنيتها من تجاربي ومشاهداتي في عالم الشخصية
١. بالتعاون مع زملائك في المشهد (أو منفرداً لو كان الفن ستاند أب كوميدي أو مونودراما). عليك دوماً…. دوماً! تأدية الشخصية بكاريزما وحماس. لا تكن من الممثلين أو المؤديين والذي يتبع قاعدة ” لو الوضع ريلاكس وهادي أنا ريلاكس وهادي”أو من أصحاب نظرية “لو أنت ماراح تتقن وتجَوِّد أنا ماراح أتقن وأجَوِّد”. لكن اختار دوما ما يضمن كمال الحضور
٢. اجعل الشخصية (وليس النص) محورك في المشهد والعمل. النص مهم. ولكن لا تجعل أقصى أهدافك أن “تحفظ وتردد النص المكتوب على الورق”. فالتمثيل ليس اختبار في الحفظ الشفهي. ولكن ليكن هدفك هو كيف تتفاعل شخصيتك مع كامل عناصر المشهد. بما في ذلك النص
٣. اذا واجهتك أي تحديات ومشاكل في تقديم الشخصية من المهم أن تعتمد على نفسك في حلها أو معالجتها قبل أن تلجأ للمخرج أو لزميل. ابحث عن الحل داخلك. فالشخصية والتي تجسدها لو كانت قوية وعميقة فسيكون لديها خيارات واحاسيس ورغبات واحتياجات. وغالبا فيها الإجابات لتحدياتك ومشاكلك معها
٤.تأكد من أن الشخصية متماسكه. ولو أجبرك السياق الدرامي أو ظروف الإنتاج أن تقوم بفعل يهز تماسك الشخصية فعليك أن تعالج ذلك بقدر الإمكان في مشهد لاحق أو سابق. أو حتى أن تعيد المعالجة للمشهد والشخصية
٥. أعرف امكانياتك. لو كنت تعرف انك لا تستطيع التحدث بلكنة ما فلا تختارها. لو كنت لا تستطيع تجسيد فئة أو عمر أو شخصية فلا تقم بذلك
٦. الأشخاص الحقيقين لديهم أهداف. وكذلك الشخصيات التي تقدمها وتبتكرها. خليني أقولك سر: أحيانا قد لا تكون بالضرورة أهداف لها علاقة بالمشهد. لكن مجرد أن يكون “للكاركترات” أهداف سيعطيها لون ونكهة. ولا يهم هل حققت الشخصية هدفها أو لا خلال الأربعة دقائق في المشهد أو الساعتين للفيلم والمسرحية. لكن وجود الأهداف سيكمل الشخصية ويجعلها مثيرة للاهتمام
٧. اتفه المشاكل ممكن أن تأسر الجمهور طالما كانت الشخصيات قابلة للتصديق. لا تؤدي الشخصية بشكل سطحي لكن أغرق فيها. وفكر كيف سيتصرفون في هذا المحيط. ما هي ردات فعلهم ورأيهم في الشخصيات الأخرى. ما الذي يريدونه في النهاية. قم بعمل هذه القرارات والتزم بها طالما انها شخصيات قابلة للتصديق
٨. لا تستسلم أبدًا وترضخ لتقدم مشهداً مملاً. فضمن الخط الدرامي والنص تظل لديك كممثل فرصة لجعل أي مشهد مثير وجميل. والطريقة المثلى لذلك هو من خلال خلق شخصية متكاملة ومثيرة تُسليِك حتى وهي تتناول زبدية إندومي بلا حوار
٩. أخيراً، “اللي يزيد عن حده ينقلب ضده”. فلا تنغمس في الشخصية لدرجة انك تقف عائق أمام تطور المشهد وباقي الشخصيات فيه. فهدفك دائما هو أن تستمر في تطوير المشهد و الأحداث
بالتوفيق في عملك القادم. وتذكر أن تأخذ فيه الأمور بشكل شخصي. ولا تنس تمرير هذه المقالة لأحد تعتقد أنها قد تعجبه
Responses